في الفترة الأخيرة من هذا العام، ظهر تضارب كثير بين مؤيد ومعارض أو محارب لحمية الكيتو كنظام غذائي آمن وسريع وفعال، وارتفعت أصوات المشككين في تأثيرها على إنقاص الوزن، وبدأ التشكيك يزداد المتعلق بتأثيرها السيء على الأمراض المختلفة. إننا في هذا المقال سندع العلم هو الذي يقرر، وسنستعرض حقائق مهمة عن الكيتو و التفسير العلمي لكل ما سبق من خلال الدراسات العلمية التي صدرت خلال السنوات الأخيرة وتم اعتمادها ونشرها عالميا.

 

أولا- حقيقة استخدام الكيتو في علاج أمراض مختلفة:

لقد أثبتت العديد من الدراسات أن الكيتو له القدرة على تحسين الحالة الصحية لكثير من الأمراض خصوصا مرض الصرع ومرض السرطان، حيث تم استخدام حمية الكيتو في عام 1921 في التخفيف من حدة نوبات الصرع، لاسيما عند الأطفال.

حيث إن التجارب أكدت أن حدة نوبات الصرع ترتبط ارتباطا مباشرا بكمية الكربوهيدرات الواصلة إلى الدماغ.

وبما أن حمية الكيتو من الحميات التي تكون نسبة الكربوهيدرات فيها صفر، فيفضلها الأطباء لمرضى الصرع للتخفيف من شدة النوبات المتكررة.

وقد نشرت دراسات أخرى تؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين التقليل من نمو الخلايا السرطانية وحمية الكيتو، حيث دعا الكثير من الأطباء المختصين في علاج الأورام والسرطان المرضى إلى اتباع حمية الكيتو، ويرجع ذلك إلى أن عدم وجود الكربوهيدرات في الحمية -والتي تعد الغذاء الأول للخلايا السرطانية- غير موجود في النظام الغذائي للكيتو، يساعد في التقليل من نمو الخلايا السرطانية.

ولا يقتصر تأثير الكيتو على السرطان والصرع، فاليوم هناك دراسات جديدة و حقائق تشير إلى أهمية دور حمية الكيتو في أمراض أخرى مثل: تكيس المبايض عند السيدات – والذي يعتبر عامل مهم في التأثير على قدرة النساء على الإنجاب – وأيضا حب الشباب، وبعض الأمراض المتعلقة بالأعصاب، إلا أن الأمر يحتاج مزيدا من الدراسات والأبحاث.

ونريد أن نشدد هنا على أن حمية الكيتو وإن كانت جزء من العلاج المتكامل للأمراض أو الحالات الصحية المختلفة إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة الاستغناء عن دور الطبيب والأدوية الكيميائية، فكل له دوره وتأثيره للوصول إلى الحالة الصحية الطبيعية للإنسان.

 

ثانيا- مدى أمان حمية الكيتو:

إن من أكثر الأسئلة العلمية المطروحة اليوم في علم التغذية، هو ما يتعلق بفعالية وأمان حمية الكيتو، ونقول هنا لقد أثبتت الدراسات العلمية والتجارب العملية، أن حمية الكيتو، من الأنظمة الغذائية التي تقلل الوزن بسرعة وفعالية عالية.

ويستطيع الأشخاص ذوي الوزن الزائد أو مصابي السمنة اعتمادها كنظام أو دايت لتخفيف الوزن. ولكنها شددت في ذات الوقت أن الأناس الذين يعانون من مشاكل صحية مثل مرض السكري، وأمراض القلب والشرايين المختلفة عليهم إجراء بعض الفحوصات الطبية ومنها التالي:

• فحص وظائف وإنزيمات الكبد.
• فحص نسبة السكر في الدم.
• التأكد من سلامة وظائف الكلى وبالتحديد قياس نسبة اليوريا ونسبة الكرياتينين.
• التأكد من نسبة اليورك اسيد في الدم.
• فحص نسبة الكولسترول الكلية وHDL وLDL في الدم.

وتتم هذه الفحوصات من أجل التأكد التام أنه لا يمكن أن تحدث تأثيرات سلبية لهذه الشريحة من الناس عند تطبيقهم لحمية الكيتو، كنظام غذائي لهم.

إذن نستطيع القول إن الدراسات والتجارب أثبتت أمان حمية الكيتو إلى يومنا هذا، وعلى من يعاني من أمراض خطيرة عمل الفحوصات اللازمة -والتي ذكرنا في الأعلى-، ومن ثم بناء عليها، يستشير الطبيب المختص وأخصائي التغذية من أجل تحديد النظام المناسب له من حمية الكيتو.

 

 

ثالثا- إمكانية استخدام الكيتو كنظام غذائي مدى الحياة:

من الحقائق المهمة والتي ظهرت في الآونة الأخيرة هي دعوات كثيرة إلى اعتماد الكيتو كنظام غذائي يلتزم به الإنسان طوال فترة حياته، وقد أجريت دراسات – وإن كانت قليلة إلى يومنا هذا- وكانت خلصت هذه الدراسات إلى أنه لا يوجد إلى الآن أية مشاكل صحية ناتجة عن استخدام نظام الكيتو لفترات طويلة.

بل وبينت هنا أن حمية الكيتو عند استخدامها لفترة 24 أسبوع أي ما يقارب الستة أشهر، أن تأثير حمية الكيتو كان إيجابيا على الوزن ونسبة الدهون في الدم، وأن الحالة الصحية تحسنت بشكل كبير لمتبعي الحمية لهذه الفترة الطويلة، ولكننا نقول أننا ما نزال نحتاج لدراسات علمية أكثر وأدق في هذا المجال.

وإجمالا نحب أن نشير دائما إلا أن استخدام أي نظام غذائي مهما كان نوعه مدى الحياة، لا يعتبر من الأشياء المرغوبة كثيرا في مجال التغذية، وهذا ينطبق أيضا على حمية الكيتو فاستخدامها لفترة معينة أو على مدار فترات متقطعة من عمر الإنسان من أجل إنزال وزنه يعد أمرا صحيا وفعالا ولا يفضل المبالغة فيه.

وطالما أنك وصلت للوزن المثالي لنفسك، فإنه لا توجد مشكلة من إضافة الكربوهيدرات بشكل تدريجي ومعقول على نظامك الغذائي، ففي النهاية ما تزال أجسامنا تحتاج إلى الكربوهيدرات كمصدر طاقة، فالاعتدال والتوسط في كل شيء يعتبر أمر محمود دائما.

 

فيديوهات ذات صلة:

 

مقالات مفيدة:

شرح للكيتو بالتفصيل

ما هي مميزات نظام الكيتو؟

الأنفلونزا الكيتونية